كلام سمعناه و بنسمعه - إعادة تدوير (۱)


كل الكلام و الأفعال إلي بتصدر عن كل واحد فينا و بتصدر مننا كلنا كمجتمع نتاج أفكار و خبرات عبيطة جداً عمرنا ما حولنا نفكر فيها، كلنا بنقول كلام حفظناه من غير ما نفكر فيه و نعرف أحنا بنقول كده ليه..أو بنعمل كده ليه.
عشان كده أنا هحاول أعمل كده بس بصوت عالي شوية ممكن أكون بعمل كده بطريقة تقليدية أو مختلفة –أيهما أقرب يعني- لكن في النهاية أنا عملت كده و أنا رافع شعار...
"نعمل على إعادة تدوير الكلمات و الأفكار،  لتطويعها كما يجب أن نفهمها"


المرة دي هناخد موضوع تحسين الذات و علاقتة بتطوير المجتمع و الكلام إلي بنسمعه فيه، طبعاً مش هفتكر كل إلي بنقوله فكتبت إلي بفتكره.


"سلبيات المجتمع دي أحنا السبب فيها، احنا اصلاً المجتمع."
 الكلام ده في ظاهره منطقي لكن أنا غير مقتنع بيه لأنه ظالم جداً مش كل الناس في المجتمع جناه و سبب في التأخر و السلبيه، لكن اكيد فيه شوية الضحايا.
و لما نتكلم عن الضحايا هتشوف كل الناس  بترفع ايدها و كله بيعيط و يقول أنا أنا لكن دا طبعاً مش حقيقي..أنا شايف أن الضحايا دول نوعين:
الأول: هو الضحية الحقيقية و دي الشخصية إلي فعلاً الظروف بتحاربها و بتمنعه من أنه ينفذ رغباته حتى لو كانت صالحة، و في الأخر هوا دا الشخص إلي مع أول فرصة حقيقية بيبان و يفرقع و يقلب الدنيا ؛
الثاني: هوا إلي بيحب أنه يكون الضحية، و هوا النوع المستسلم مش عايز يعمل حاجه مش بيحاول و في النهايه يقول أنا مظلوم، زي البيقعد في البيت ويقول مش لاقي شغل، طب انت دورت على شغل، طب جرب تشتغل أي حاجه، و إذ بالمبررات ليس لها نهايه ملخصها أنه ضحيه لشئ ما.
بخصوص الموضوع ده كان فيه واحدة معرفة يعني كده قالت: "هوا الشغل كتير بس إلي عايزين يشتغلوا مش مطابقين للـ 
Requirements بتاعة الشغل إلي هما عايزينه ده، و دا طبعاً موّال تاني.
بس لو دققنا النظر في للنوعين هنشوف تناقض واسع و مع ذلك هنشوفهم جنب بعض في المجتمع و كمان ممكن يكونوا أتنين صحاب عادي جداً،  بس بيفصل بينهم حد رفيع جداً من الفهم المختلف للأمور و القليل من المثابرة.


"لو كل أنسان صلح من نفسه، مش هيبقى في حد وحش"
ديماً لما بسمع هذه الجملة دي بحس أن الشخص إلي قالها كان بيعيش في مجتمع مكون من ٥ أفراد بالتالي لما اتغير أثر في باقي الافراد، و حتى مع الفرضية دي فعشان تأثر في مجتمعات أكبر لازم يكون الفئه إلي أتغيرت أكبر في العدد و في حجم التغيير، و عشان أنا مش عايش لوحدي و زي ما في ناس بتغير للأحسن في ناس بتغير للأسوء و التغير للأسوء أسهل و أسرع و الناس بتحبه كمان فكل ما هبدأ اغير من نفسي هيحصل حاجه من أتنين،
الاولى: أني هنفصل بنفسي عن المجتمع لأني هوصل لمرحلة أني مش فاهم المجتمع بمساوئه و اعتقادي أني مش قادر على التغيير فيه و دي الخطوه إلي بتسبق السفر للخارج مباشرةً؛
الثانية: أنك مع محاولتك أنك تعدل في المجتمع يتعاد تلويثك مرة تانيه، او تضطر تنخرط في السؤ المنتشر بالفعل.
فالحل ان مع تغييرك من نفسك يجب صناعة التغير المجتمعي العام يعني خطة للتغيير في (التعليم، النظره للدين، العمق الثقافي، .......)، و الأهم من ده كله أنك تصنع ناس مؤمنين بالفكرة.

"خلاص مفيش فايده، أحنا عمرنا ما هنقدم"
ناس كتير ممكن تشوف الجمله دي سوداوية أو قاتمة، و ده نوع من انواع الهروب من الواقع بطريقه  هتوصلنا للقاع فعلاً دا لو لم نكن فيه أصلاً، لأن الحقيقه و الواقع أنك مش هتقدر تعالج مريض لو مش ناوي يعترف أنه مريض من الأساس، و الحقيقه و الواقع برضوا أننا كشعب الغالبية منه مستكينة، خاضعه، كسوله للدرجه أنها فاقده للقدره في التغيير حتى من نفسها، و بغض النظر عن الكلام في الأنتصارات الفردية لنماذج محدودة من المجتمع هي في الأساس الطفرات دور المجتمع أو النظام الصحيح أنه يظهر و يعطي الفرصه لأنصاف الطفرات، لكن في نفس الوقت الإفراط في السوداوية و القتامة قد يودي بنا إلي القاع و القاع أمتلاء أصلاً.
الفكره تتمثل في قياس الوضع الحقيقي إلي أحنا فيه من غير نفاق مع نفسنا يمكن نقدر نطلع و لو لخطوه للأمام.


"أنت أصلاً مش فاهم حاجه، أنت اصلاً مبتفكرش"
للأسف مجتمعنا عنده رواسب فكريه عميقة هي المكون و القائد الرئيسي لتحركاته و طريقة تفكيره، و لأن الافكار دي لا تمت للدين أو للأخلاق العامه -الحقيقة- بأي صورة من الصور، و مع أنعدام الثقافه و الضحالة الشديدة للتعليم وصل المجتمع لمرحلة اللا فهم التي تتبعها مرحلة اللا تفكير أو تليها مفيش فرق.
و حتى لما نتكلم عن التفكر هتلاقي قله من القله ذات تفكير سوي منضبط تستطيع الاستفاده منه و الخروج بالمعلومات، و البقيه شذوذ فكري سببه الرئيسي أن الجميع يتحدث عن جهالة ليس لإبداء الرأي و لكن لفرضه فرض عين.
"السبب في إلي إحنا فيه الفئه الجاهله الهمجية إلي مش بتفكر غير في الأكل و الشرب"
في الوقع هذا الكلام هو غباء محض ينم عن جهل بيّن، لأن السبب الحقيقي الذي ساعدك أنك تكون مثقف أو حتى تفكر في أمور لها علاقه بتطوير الذات أو مساعة الغير هو أنك عرفت تغطي احتياجاتك الرئيسيه من اكل و شرب و لبس، مش هتقدر تطلب من شخص عاري أن يثور معك على الظلم في وجه إلي بيدي له هدوم، او ان تطلب من شخص جعان انه يعمل اكتشاف علمي، او من شخص يشرب مياه ملوثه ان يكون سنداً في تطوير المجتمع.
"محدش هيفكر و هوا عريان، محدش هيفكر و هوا عطشان، محدش هيفكر و هوا جعان"
و بالرغم من أن ده عمره ما كان مبرر لأي حاجة لكن زي ما قلنا الحديث عن الطفرات عمرة ما هيساعدنا في أننا نبني أي حاجة.


شوية الكلام و الجمل إلي فوق دول هما إلي في دماغي دلوقتي، الحقيقة أني وقفت كتابة لما زهقت من الموضوع و من الواقع المقرف إلي فكرني بيه الكلام ده.


الموضوع مش سهل لكن لازم مش نفكر أكتر في الكلام و الأفعال إلي بتصدر مننا و التفكير ده يكون شئ خاضع لأهواءنا الشخصية عشان نقدر نطلع بأفكار ينفع ننفذها يصلح بجد   في حياتنا إلي محتاجة فعلاً لإعادة تدوير.



أحمد الفاتح
۲۳/۱/۲۰۱٤

تعليقات