عيادة أطفال و أشياء أخرى



"الكلام ده بأكتبه و انا في عيادة أطفال، مستني دكتور صحبي يخلص عشان مسافرين"
   أول مرة اعرف سبب كرة شريحة كبيرة -عبيطة- جداً للأطفال، تقريباً فعلاً الأطفال شياطين لسة مستحمتش في النار..كور عمالة تجري يمين و شمال، و أهلهم بيهمدوا في ١٠ دقائق و هما لسه بكامل صحتهم -ما شاء الله- لعب و رقص و زحلقة على الأرض يخبطوا في الحيطة و يعيطوا و يقرفوا أبونا و بعدين يقوموا يكملوا لعب عادي، الواد يقع على وشة يتخرشم و مجرد ما الدم يقف ينزل يجري ورا البت تاني، مفيش رحمة في الأداء و الراجل يقول لمراته قومي هاتي البنت انا لسه قايم، تقول له أنا تعبانه قوم انت، و في الاخر يسيبوا الواد يلعب و يصدع اهلنا، و عيال تخينة جداً و بكروش و عندهم ٥ سنين، المرعب في الحوار برضوا جرأة الأطفال العيال رخمين جداً يا عم الواد جاي يقف جنبي و انا بأكتب و لما بصيت له لقيت ضحكة سمجة، و في اول فرصة لما ابوه بعد وشه زقيته بعيد راح معيط و طلع يجري على ابوه، راح ابوه باصص لي وقايل انت عملت له ايه، مردتش، راح قايل دا عيل صغير بيتفرج عليك، سعتها عرفت ان موضوع الرخامة في الأطفال ده بيكون وراثة. 
   الشعب المصري ده غلبان جداً، انا مش عارف ازاي اتنين وحشين يتجوزوا، لازم يحطوا مادة في الدستور تمنع جواز الوحشين من بعضهم، لازم الوحش يتجوز حلوه و العكس، عشان تحسين السلالة، ما مش ذنب العيال انهم يطلعوا وحشين عشان أبوهم نقى وحدة مش نافعه و هي رضيت بيه، أطفال عاهات يا جدعان الواد مش نافع و هوا المفروض في السن إلي براءة بتتكفل بأنها تقنعك انه حلو..و على الناحية التانية تلاقي أب و أم موزز و مخلفين كائنات اسطورية بعنين رمادي و زرقاء و شعر بني ناعم و بيض زي شكارة الأسمنت الأبيض، طبعاً عيل ولا عيله سئيلة هيجي و يقول لي لا يا عم الحلو يتجوز حلوة و العكس ملناش فيه، أقوله يا حمار و يا حمارة كدة كدة الوحشين اكتر من الحلوين ف كدة كدة احتمال انك تلبس/ي اكبر من انك تقع/ي على حاجة حلوة، ف لو عممنا الموضوع هنلبس كلنا و محدش هيزعل ولا هيقر و على رأي المثل "يا نعيش عيشة فل يا نموت احنا الكل".
   الكأبة و الهم حاجة ملفتة جداً فعلاً الموضوع ده بقى حاجة عامة ملوش علاقة بالفلوس، هوا فعلاً صحبي شغال في مكان حنين بتاع الناس الغلبانه، بس مش ده سبب الكلام لأن انا مش قصدي على الفزيتة بتاعة الدكتور دي بتتدبر و الناس بتتصرف عشان المرض، انا قصدي على شكل الناس نفسها الناس كلها طالع بوز أهلها و شكلهم مبهدل، حتى الراجل إلي كان لابس بدله كان شكلة مش نافع و كان ناقص يسب لمراتة و عياله و أعتقد إلي منعة انه كان شادد الكرفته على الأخر و هوا أصلاً لغده قد مؤخرة قفا الحوت الازرق.
   عشان الحق برضوا الكأبة مش عامة قوي، في ناس شكلهم نضيف من إلي بيعملوا الاشتراك السنوي بتاع جولدن جيم دول و بيضحكوا و فرحانين عادي، بس دول كانوا أسرة واحدة من وسط حوالي ٣٠ أسرة و انا قاعد، كانوا ٣ بنات و عيل عنده شهرين و واضح ان بقاله شهرين بيعيط بس الصراحة انا معرفتش مين امه غير لما ركزت الست ولا كإنها خلفت.
خرجت في الممر برة العيادات و اكتشفت اني المفروض في مستشفى طبعاً مش هقعد ارغي في القذارة و عدم وجود اي نوع من انواع التعقيم و الحاجات دي، لكن إلي لفت نظري كان الصورة دي...

يا ريت نلاحظ ان في تحذيرات كتيرة، و الأسانسير مش بيشتغل غير بمفتاح إلي بالمناسبة موجود مع عامل واحد في المستشفى كله، لكن الأكثر غرابة هي جملة "الرجاء التأكد من وجود المصعد عند فتح الباب"، طبعاً انا وضحت ان دي مستشفى أطفال و في عيال في كل مكان طبعاً البديهي ان مفيش طفل هيعرف يقرا الكلام التافه دا ف ببساطة ممكن يفتح الباب و هرب على حظة ياخد غطس من الدور الرابع، و ساعتها هيكون رد مدير المستشفى البارد ابن الباردين "حضرَتك/حضرِتك كان مفروض تمسكوا ابنكم في لديكم، ولا احنا هنراقبه كمان".
   اخر حاجة، أحب أعرفكم بـ"سيف" اول  عيل عنده ٥ سنين يقول لي "انت مين؟" أقوله "أنا ابوا رجل مسلوخة و بخطف العيال الصغيرة" يقول لي و هوا بيضحك "أنا عندي ابو رجل مسلوخة تحت السرير في البيت"، اومال العيال دي أهلهم بيخوفوهم بأية.
   و بعد ساعتين في المهرجان ده صاحبي خلص ام الكشوفات إلي عنده و طلع، لقاني لسه قاعد في مكاني، بس كنت بلعب سوسة كف عروسة مع "سيف". 
"الأطفال ما زالوا احد اكبر أسباب البهجة، و ليموت كمداً من يقول غير ذلك" 

أحمد الفاتح
٢٠١٣/١١/٦

تعليقات